مقالات عامة
%AM, %28 %355 %2013 %10:%أيار

اللـــــه الحــــــي

كتبه
قيم الموضوع
(0 أصوات)
اللـــــه الحــــــي الحلف: حي يهوه إله إسرائيل (مثلا 1مل 17: 1) الله يخلق عالم الأحياء، يعني يُريدهم (تك 1: 20-31/ 9: 4 الدم علامة الحياة !/ 9: 9-17 العهد مع كل حي). إلهنا حي. أما الأوثان فلها
اللـــــه الحــــــي الحلف: "حي يهوه إله إسرائيل" (مثلا 1مل 17: 1) الله يخلق عالم الأحياء، يعني يُريدهم (تك 1: 20-31/ 9: 4 الدم علامة الحياة !/ 9: 9-17 العهد مع كل حي). إلهنا حي. أما الأوثان فلها عيون ولا تبصر.. مز 115... لكن ما معنى ذلك؟؟؟ الله الحي. هو الخالق، كل حياة تأتي من عنده. هو في أصل كل موجود. وهب لهم العيش. يهب لهم العيش. لماذا؟؟ لأي شيء؟ لأي هدف؟؟ لأن الله ليس مصدر حياة على منوال الينبوع الفوّار الذي يُنتج حياة فوضوية أوتوماتيكياً... الله يخلق العالم والحياة والإنسان الحي لكي يتجلّى فيه "مجد الله" فيه... فهنا نجد مفهوم "على صورة الله خلقهم": لكي يُجلّي البشر "مجد الله" في العالم بعملهم الإداري "على صورة الله". "مجد الله" = جليان ألوهية الله في اعماله. فإذا خلق الله الإنسان على صورته وكيلاً له وقائمقام ففي عيشة الإنسان" الحقيقية الصالحة في العالم يتجلى "مجد الله" أي الوهية الله، "الاله الحي". الله الحي. ليس ينبوع يفور عيشاً اوتوماتيكياً... إنما هو شخص. يعني "يُقابل" – "يواجه"- يخاطب، يُكلّم... يحيا، يعني يريد لقاءاً. يربُط نفسه، يلتزم. في الكتاب المقدس لا نجد إلهنا خصوصاً في فوران حياة الطبيعة (هذا شغل "البعل الكنعاني...) بل نجده خصوصاً فيما يحدث للناس... هكذا: "قد نظرتُ الى مذلَّة شعبي الذين بمصر وسمعتُ صُراخهم من قبل مسخريهم وعملت بكَربهم. فنزلتُ لأُنقذهم من أيدي المصريين وأخرجهم من تلك الارض الى أرض طيبة واسعة، أرض تدرُ لبناً وعسلاً..." (خر 3: 7-8). الله الحي يخلق مقابلاً له، شريكاً في عهد... مرة أخرى: ليس بالعموم وبالجملة، لكن جماعةً معينة، أسرةً، شعباً مختاراً... وهدفهم ان يُوصِّلوا بركةَ الحياة الى جميع الامم. يعني يعقوب إسرائيل يوصِّل بركة الإله الحي الى عيسو (تك 25: 19-33: 11). الله الحي يعطي لأسرته المختارة "طريقة استعمال" للعيش هي "الكلمات العشر". مَن مِن شعب الله لا يمشي حسب تلك الإرشادات = (توراة) يدمّر قطعة من الحياة التي نالها فرصةً وهديةً ومسؤولية ويبين نفسه شاكراً للجميل تجاه واهب الحياة. التوراة نور وحياة، "قريبة منك جداً، في فمك وفي قلبك، لتعمل بها" (تث 3: 14). الله الحي. كثيرون من المؤمنين يظنون أنهم افتهموا الكتاب المقدس. إنه وهم. على كل مؤمن أن يعود كل يوم الى مدرسة المعلِّم الإلهي... مثلاً. يظن كثيرون أن الله في الكتاب المقدس شخصا قديرا لا يتغيّر... طيب. ولكن لم يجدوا قط في الكتاب المقدس أن هذه "القدرة" و "عدم التغير" هذا متوازن بما يمكننا أن نسميه: "عدم قُهرة" و "تكيُّفاً" مستمراً تجاه الإنسان "الحر المتغير"... الله الحي يخلق إنساناً مقابلَه، له وجه ينظر اليه ("يعطيه وجهاً"). الله الحي هو أمين وفيٌ ثابت في إرادته، في حبّه لخليقته. لكن هذا الثبات يُترجَم بتكيُّف وتغيُّر واحترام وصبر. ليس واهب الحياة قاهراً متسلطاً. إنما هو داعٍ واعظّ مُرشد للإنسان الحر. من ثم: الله الحي يدعو الانسان مدعواً، يسأله مسؤولاً عن العالم. الله الحي؟؟ انظر الى الانسان المسؤول!! ليس الله الحي مسؤولاً عن العالم وما يجري فيه. نحن المسؤولون!! الإنسان الذي يؤمن بالله الحي من الكتاب المقدس يشعر أنه نال المسؤولية الكاملة عن حياته (رسالته). لا يوضَع حدٌ لحريته، إلا هذا الواحد (وليس جبراً ولا قهراً بل دعوةً): أن لا يدمّر او يهدّد هذه الحياة الموهوبة، لا حياته هو ولا حياة غيره. هو مدعو الى ان يتممها في يومه السادس (تك 1: 31) فيدخل الى راحة ربه (عبر 3-4). الله الحي. الحياة الموهوبة ليست كاملة تامة. على الكل أن ينمو ويتطور... بزر... طفل. الله الحي. لا يعني ذلك أن كل شيء يجب ان يكون كاملاً بالمرة... ولا نقل إن الله مسؤول عن ما غير كامل. اشياء كثيرة لا نفهمها: لماذا الألم والوجع والمرض والموت... المؤمن يتعلّم ان يعتبر ويتعاون في تحسين العالم (هذه مسؤوليتنا...). ولما نصلّي (مع المزامير ومع أيوب): لماذا يا الله كل هذه التناقضات...؟ فنتعلم ان نتوكل عليه صابرين. الكتاب المقدس لا يعطي جواباً. ولكن الله الحي يدعونا الى ان نُدعّم الحياة في أشكالها، مثله، على صورته، يدعونا كيف؟؟ بكلمته. بتوراته. هناك وجه الله الحي الذي يضيء به على وجوهنا (عد 6: 25) وهناك كلامه الذي يخاطبنا به في الكتاب. وهذا نعمة، وهذا حرية... الله الحي. "يهوه": أنا أكون هناك. لا تخافوا. فنؤمن بالله الحي الحاضر في وسط العيش اليومي. هذا الإيمان يعطينا بطشاً وقوة وصبراً لنعيش الحياة (مع كل تناقُضاته...) معلمين ومعلمات للتعليم المسيحي، مطلوب منكم أولاً ان تؤمنوا أنتم بهذا الإله الحي، كما شرحتُه، ثم وبعدئذ تستطيعون ان توصِّلوا بركة يعقوب الى عيسو في شخص الموكولين إليكم...
قراءة 155963 مرات آخر تعديل على %AM, %30 %044 %2015 %03:%تشرين2

14741 تعليقات

رأيك في الموضوع

الرجاء اكمل كل الحقول المؤشرة بعلامة *