مقالات عامة
%PM, %22 %503 %2018 %14:%حزيران

كيف نمتلئ من رائحة يسوع؟

كتبه
قيم الموضوع
(2 أصوات)

لنتأمل جميعنا في هذا السؤال، الذي قد يكون غامضًا وصعبًا لبعض الناس، وواضحًا وسهلاً للبعض الآخر. ولنسألْ أنفسَنا، خاصة في هذا الزمن المليء من الضجة، هل الامتلاء من رائحة يسوع أمرٌ كافٍ؟ أم علينا، بعد أن نمتلئ من عطر يسوع، أن نجعله يفوح منّا، وتشاركه مع الآخرين بمحبّة كاملة وإخلاص؟

الامتلاء من رائحة يسوع يعني الامتلاء من روح يسوع نفسه، كم يجب علينا أن نمتلئ اليوم من شخص يسوع وروحه، وهو الذي قدم لنا صورةً فائقة الجمال ومفعمةً بالحبّ، التواضع، التضحية والرجاء... وكم نحن اليوم بحاجة إلى عيش تلك الأفعال في حياتنا اليومية، مع أنفسنا ومع الآخرين.

الامتلاء من رائحة يسوع يعني أن نعتبره صديقاً وثيقاً لنا، ومرشداً لحياتنا. يسوع هو الراعي الصالح، الذي يبذل نفسه من أجل الخراف، هكذا هو راعينا، لا يتركنا لنضيعَ وسط هموم الدنيا وصعوبات الحياة، بل يحفّز فينا دائماً اليقظة، لنبحثَ عنه ونحبَّه، معه وبواسطته فقط، يمكن لمسيرتنا وحياتنا كلها أن تمتلئ جمالاً صافياً.

الامتلاء من رائحة يسوع هو امتلاء من الحياة والرجاء، لأنه هو مصدر الحياة والرجاء، ذاك الذي لم يبخل بحياته بل قدمها مضحيًا بمحبة كي يحفظ حياتنا ويعطينا الحياة، فنحيا ونتقوى به وفيه، حينما تكون حياتنا مليئة من رائحة يسوع لا يقترب منا الشرير، يقول احد الآباء الروحيين "حيث يكون يسوع لا يوجد الشر" لأن يسوع هو ملء الخير.

هدف رسالة ربنا يسوع المسيح أن يُرجع الإنسان إلى الحياة، بمعنى آخر، أن يعطيَه حياةً جديدةً أبدية. فكم بالحري نحن اليوم بحاجة إلى الامتلاء من يسوع كي نعيش حياة جميلة ومفعمة بالمحبّة اللامتناهية! يقول البابا فرنسيس في أحد لقاءاته: "ينبغي لنا أن يشم الآخرون منا رائحة يسوع" أي أن تكون حياتنا شهادة حيّة للمسيح، لا أن نكون قساة القلوب تجاه الآخرين، بل نكون على مثال يسوع في رسالته وحياته.

نصلي ونطلب من ربّنا أن يعطينا نعمته لتمتلئ ذواتنا من رائحة يسوع، لتفوحَ منّا وتعطّر الآخرين. ففيه ومعه فقط، نستطيع أن نسير في الطريق الصحيح ونعطي لحياتنا جمالاً معطَّرًا ومعطِّرًا .. آمين.

 

7CB6AAE0 3D9C 4753 B261 4556D8A4D085

قراءة 108101 مرات آخر تعديل على %AM, %23 %415 %2018 %11:%حزيران

11172 تعليقات

رأيك في الموضوع

الرجاء اكمل كل الحقول المؤشرة بعلامة *